ثلاث حالاتٍ
للعبور
للشاعر / محمد
عثمان الزبير
ولأني أعبرُ الآنَ بجلدي للمدينةِ
أوقفتني ثمَّ قالتْ :
لونُكَ العاديُّ مرفوضٌ لدى كلِّ المحلاتِ الجديدةِ
لم يكنْ في ذاتِ يومٍ صالحاً للنشرِ
أو دهنِ الفنادقِ
وبسيطاً مثلَ ظلٍّ عانقتني
ثمَّ ذابت في عظامي فبكيْتُ
*** *** ***
***
ولأني أعبرُ الآنَ بشوقِي للمدينةِ
باتَ قلبيَ مُورِقاً
صارَ حانوتاً صغيراً للفطَائرِ
قِدْرَةً للفُولِ تحتشدُ الصبايا حوْلها,
وجميعُ العابرينَ
والذي يأكلُ صحناً يتجشأُ
ثمَّ يدخلُ في حديثٍ جانبيٍّ
آهِ من هذا الحديثِ الجانبيِّ
كانَ منفَتحاً على قلبي وعقلِي
ساقطاً بيني كعشبٍ ونهارٍ
فتحصنتُ بجلدي وبكيتُ
*** *** ***
ولأني أعبر الآنَ بشعري للمدينةِ
صارَ شرياني هُتافاً من ِحديث الناسِ
في زمنِ التباعد
وانحساراً للمسراتِ العميقةِ والتعاضُد
صارَ ضداً للذي يعلو ويهبطُ
في انقساماتِ التواجد
فتصدَّى للذي أيقنتُ جهلاً
وتحدى
أَوْقَفُوني
فَتَّشُوا بيني كثيراً ثمَّ قالوا :
لم نجدْ غيرَ القصائدِ!
أَحْرَقُوهَا
أَحْرَقُوهَا
أَحْرَقُوهَا
فتقمْصُتُ الحَوائطَ ,
صرْتُ ظِلاًّ وبكَيتُ
*** *** ***
تعليق :
كانَ عاديِّ العَلاقةِ والمواقف
عَرِفَ الليلَ صديقاً,
للمسراتِ الصَّغيرةِ والأمَاني
كانَ يفرحُ بالمدينةِ حينَ يدخلُها مساءً
كانَ منْفعلاً بليلي والأغاني
ظلَّ مقتنعاً بشيءٍ سوفَ يحدثُ عن قريبٍ
فتصدى للقصيدةِ
حينَ أضْحى القلبُ نهراً
قدْ تصدَى للقصيدةِ
صارَ كَوْنيِّ العَلاقةِ والمواقف
فتحدَّى وتصدَّى
فَقَدُوا فيهِ التَّشابُهَ
سَجَنُوه
ثمَّ باتوا يفعلون
*** *** ****
نداءٌ
إنَّهُ الدَّربُ فسيروا
ليسَ في الأرضِ كثيراً
إنَّهُ الدَّربُ فسِيرُوا
ليسَ في الأرضِ ولكنْ بينَكُم!
مدينة عفيف
جوال / 0507454106