زمنُ البحثِ المضني



زمنُ البحثِ المضني
          للشاعر / محمد عثمان الزبير إبراهيم                 
يا زمنَ البحثِ المُضْنِي
صبئتْ نقسٌ كانتْ تسْعى
خلفَ غروبِ الشمسِ الآتي
وبزغَ النجمِ الطفلِ
تبحثُ عنْ رؤيا للكونِ
يستفيءُ فيها الحرفُ ظلالاً
كانتْ في البدء معانٍ للحبِّ
وللزمنِ القادمِ منْ فرحِ الإنسانِ
فلمْ تلقَ غِزةَ نفسٍ فيكَ ولا معنى
فاتلفَّ جنينُ الشعرَ الساقَ
وانطفأت نار ٌكانتْ تحكي
بعضَ حروفِ الليلِ قصيداً
وتنسجُ ثوبَ الفخرِ الآتي بُشرى
يا زمنِ البحثِ المُضني
ماذا أبقتْ نارُ مجوسٍ؟
غيرَ فتاتِ الحطبِ الميتِ
وظلالَ تشبُّحِ جمرٍ يفنى
ودخاناً يبكي كونَ سماءِ الوصلِ
بعيدَ المسعى
أو كانتْ ريحٌ
تفشي سرَّ مبيتِ الشعرِ
بقلبِ الحطبِ الميتِ
وحلولَ الروحِ الشاعر ِوالرؤيا؟
أمْ ركبَ الحرفُ بِراقَ الصدقِ مساءً
كي يرقى قي الدخانِ الصاعدِ للمعني؟
يا زمنَ البحثِ المُضني
ماذا يُجدي حُزني؟
وآهةُ جرحِ العصرِ
ما برحتْ تلعقُ بدنَ الكونِ
تعكسُ في وجهِ الأيامِ
ظلالَ الغدرِ
وتفضحُ فينا زيفَ الرحمةِ والسلوانِ
بلْ تهمسُ في أسماع الزمنِ القدمِ علناً
بأنا قدْ أبدلنا الغابةَ بالفندقِ والإسفلت
وما زلنا نحملُ خلفَ الجلدِ 
بقايا الوحشِ الكامنِ فينا!!
يا زمنَ البحثِ المضني
هل كانَ الليلُ أصدقَ تعبيراً,
منْ وجهِ الفجرِ؟