مشاهدٌ مِنْ القدسِ
للشاعر / محمد عثمان الزبير
وتسرِي دعوةُ الأحبابِ
فِي الحرمِينِ للأقصَى
تمُدُ قبولهَا سيفاً وتنتفضُ
ويأتِي موكبُ الإيمانِ
في ركبٍ منْ الشهداءِِ للأقصى
فيمتزجونَ بالأطفالِ والجرحَى
وينتشرونَ في القدسِ
فما الخبرُ ؟!
وكلُّ مساجدِ الدنيا
تطيرُ الآنَ للقدسِ
كمثلِ غمامةٍ هطلتْ
على شفقٍ مِن الغضبِ
فما الخبرُ ؟ !
أثَمَّتَ نفخةٌ بالصورِ قد نفختْ
وأَنَّ قيامةً حُقَّتْ
وقد بُعِثَتْ فلسطينُ
وقدْ سُئلتْ هِيَ الأخْرى
بأيِّ جريمةٍ قُتِلتْ
وما الطفلُ الذي يسعَى ؟
بين الناسِ والأقصَى
وقد نزلتْ على دمهِ
رؤى بدرٍ!
فَقِيلَ القدسُ قدْ صُلِبَتْ على المبكَى
وأنَ الله أحياها
وقدْ رُفِعتْ على ألقٍ من الحجرِ
وأنَّ ثيابها نُسِجتْ
من الشهداءِ والجرحَى
وقيلَ الآنَ فِي عجبٍ
همُ الشهداءُ قد هبطوا
على ريحٍ من القدرِ
وأنَّ دمائهم ترمي
مع الأطفالِ بالحجرِ
وأنَّ جراحهَم صاحتْ
أمامَ الناسِ فِي الأقصَى
بأن القومَ قد تَرَكُوا
أمَامَ عدوِّهمْ طفلاً
يقاتلُ عنهمُ الصَّلفَ
وقد فرُّوا إلى الطَّربِ
وقيلَ مواكبُ الزمنِ
تثورُ الآنَ فِي دمِها
تواري سّوْءَةَ الوهنِ
وقدْ هزتْ مشاعرَها
عصافيرٌ من الشَّجنِ
على طفلٍ من الأقصى
وقدْ قتلتْ براءَتَهُ
خنازيرٌ منْ الدِّمَنِ
أمامَ النَّاسِ والكونِ!
وقيلَ بَرَاءةُ الطِّفلِ
هي الأقْوى وقدْ نسفَتْ
جدارَ زمانِنا الأعشَى
وما بَرحتْ تحاصرنا
على مَرْأىً مِن الدَّهرِ
وتفْتحُ فِي بصائرِنا
مساراتٍ إلى الأقصَى
فهلْ نقوى على المسعَى ؟
وَكانَ شهيدُنا طفلاً
كبيراً فِي دواخلهم
لأنَّ هويةَ العربِيِّ فِي دمِهِ
جَحِيمٌ فِي مضاجعِهمْ
وهلْ عرَجَتْ إلى اللهِ
مِنْ الأقصَى سوَى العربِ ؟
لذَا حصدوا براءتَهُ
وأهدوها إلى المبكَى
وظلَّ شهيدُنا وَعْداً
وباتَ هويةً كُبرَى
وقدْ نبتتْ على دَمِهِ
حكاياتٌ من الأقصَى
لذا قتلوا صلاحَ الدينِ فِي دمِهِ
وكلَّ خَلافةِ التقوَى
ترَى ماذاَ يدورُ الآنَ فِي الأقصَى
وما الخبرُ ؟ !
أكانَ الطفلُ منكسراً على دمنا
ومشتملاً على دمهِ ؟
أكانَ الطفلُ محتشداً
بكلِّ ملامحِ الأقصَى ؟
أمِ القدسُ التِي ازْدهرتْ بداخلهِ
هيَ المسعَى ؟
أمِ الفارُّونَ من دَمِهمْ على دمهِ
همُ القتلى ؟ !!
ترىَ ماذا يدورُ الآنَ فِي الأقصَى
وما الخبرُ ؟ !