حوارُ الظلِّ
للشاعر / محمد
عثمان الزبير
يا ظلِّي
يا مهرَ زواجِ الضَّوءِ بجسمي
لا تكذبُ خلفَ الجلدِ
مداراتُ الكيمياءِ
ولا يحتاجُ النبضُ إلى لغةٍ
توصيه بتقوى اللهِ
لكني وبحقِ الجسمِ عليكَ
أُشاطركَ الإحساسَ لتفهمني
دعْني أتنزل ُ نحوك َفي صفةِ الغرباءِ
وطاب َنهاركُ يا ظلِّي
يا طفلَ الظاهرةِ المرئيةِ
في الظلمةِِ كيفَ تصيرُ بحجمِ الأرضِ,
وتلبسُ وجهَ تصاويرِ الأشباحِ ؟
في الأزمةِ حينَ تُحاصرني الأيامُ
أُهرِّبُ نفسي فيكَ لكي أرتاحْ
لكني والحيرةُ تُرْبكُني أتساءلُ
كيفَ تُفاجئني في الحزنِ
محتشداً بالكونِ
ومنكسراً في الروحِ ؟
كيفَ تُلازمني في الجرحِ
وتلبسني شِعراً
يتلظى عندَ البوحِ ؟
هلْ أنتَ ظلالُ الغربةِ في نفي الإنسانِ ؟
أمْ أنتَ حضورُ الغائبِ في صحو النسيانِ ؟
يا ظلِّي يا هذا الآخرُ بيني
في جدلِ الصيرورةِ يمضي
كلٌّ منا نحوَ محاقٍ
أو يمضي كلٌّ منَّا نحوَ زوالٍ
يصغرُ فينا الكونُ ونكبرُ فيهِ
يفني فينا الكونُ ونفني فيهِ
هذا قدرُ النشأةِ من حمأٍ مسنونٍ
وسرُّ خلودِ الفكرِ
حسنٌ !!
هذا أنتَ
وذاكَ حضوري بينَ الشعرِ وبينَ الماءِ
تَشبهُني في الجرحِ
وتكْبُرني في الصَّمتِ
تمارسُ حبَّ الأرضِ
وعِشْقَ مُلاطَفةِ الأَشْياءِ
لكني وبحقِّ الجِسْمِ عليكَ
أُناشدُكَ الرحمنَ لتخدمني
دعني أتنزلُّ نحوكَ في صفةِ الفيزياءِ
فلعلِّي والشعرُ يُداهمني
أتسربُ بينكَ في صفةِ الكيمياءِ
فتقاسمني الإحساسَ بجرحِ الوقتِ
وقتٌ يتمطََّى نحوَ فناءٍ
مدينة عفيف
جوال /0507454106