التَّنزلات



التَّنزلات
للشاعر /  محمد عثمان الزبير

مدخل:
وجادلتْ أعضاءُ جسميَ بعضَها
هذا أوانُ الموتِ في اللغةِ الغريبةِ
فاستحلنَّ إلى شجرْ
هذي مواقيتُ الحلولِ على الشوارعِ
فاسْتحلنَّ إلى حجر
بالأمسِ غادرَنا ورافقَ جُرحَ طفلٍ
شردتهُ الأنظمةْ
˜˜˜
المساءُ هنا استدارَ على الجراحِ
الأرضُ عانقتِ الظلالَ
وخصَّبتْ نصفَ الطريقِ إلى البكاءِ
فاستعادتْ بعضَ أوردتي حدودَ القلبِ
أوصلتِ النهارَ إلى الدماءِ
˜˜˜
سِربٌ من الأحزانِ غادرني
وسافرَ في انكسارِ العاشقينَ
هل غادرتْ أُنشودةٌ دمَها
وأسلمتِ المغنِّي للردَى؟
أمْ هاجرت نحوَ الْتحامِ القلبِ بالأحزانِ
أطرافُ الكلامِ ؟
˜˜˜
سِربٌ من الأشواقِ غادرني وسافرَ في الندى
مُتوحداً بالشعرِ أتهمُ القصيدةَ بالشذَى
نبضي يُراقبُ وجهَ امرأة تمرُّ على دمي
هل أدخلُ الأشجارَ أُكسيدا من الكربونِ ؟
أبحثُ عن مغامرةٍ تُلونُ غربتي
أمْ أكتفي برحيقِ عاشقةٍ ؟
يُوازي صدرُها لغةََ العناقِ
جُرحي يُساندُ شارعاً
هزمتهُ ذاكرةُ الظلالِ
وأفيضُ مُنْفجرًا أمامِي
العمارةٌ أوقفتْ وجهي قليلاً
أنْفي استطالَ على حوائطِها وأجهشَ بالبكاءِ
عرقُ الشغيلةِ طافحٌ فيها وأحشاءُ المجاعةِ
تباً لهذا السيخِ والأسمنتِ تباً
˜˜˜
سربٌ من الأحزانِ غادرني وسافرَ في المدى
ماذا يقولُ الدهرُ عن شجرٍ ؟
يُسافر ُفي الرمادِ إلى الردَى
وقصيدةٍ تقتاتُ من جرحِ البلادِ
حضورها القدسيِّ
 في وهجِ الصدَى
˜˜˜
صبرًا حشودَ الواقفينَ على دمي
سأعودُ ممتلئًا كصحو الموجِ
أرحلُ في المدى
فالزمانُ هنا استدارَ على اخضرارِ السنبلةْ
نصفُ القصيدةِ أوصلتْ
بعضَ الطريقِ إلى الشذَى
وجراحُ ذاكرتي استعادتْ نبضَها
صبراً حشودَ الواقفينَ على دمي
سأعودُ مخضراً كنبضِ العشبِ
أرحلُ في الشذَى
فلرُبَّمَا سكنت فؤاديَ نجمةٌ
أو ربما كشفت عيونُ الوقتِ
عن زمنٍ الرؤى
زمنٌ يؤكسدُ في مشيئتهِ الأمانَ
وينتمي للمرحمة! !
مدينة عفيف
جوال / 0507454106