سحابةُ
الأحلامِ
للشاعر
/ محمد عثمان الزبير
دخلتُ سحابةَ الأحلامِ
فتحْتُ الشرفةَ الأولى
فلمْ تمطرْ سوى برقًا وأحزانًا وأُمنيةً
دخلتُ الشرفةَ الأُخرى
وكانَ الدمعُ في قلبي
أيا قلبي فداكَ الدمعُ لا تمطرْ
عساني في سنا الأحلامِ
ألقاها وتلقاني
مضى زمنٌ
تراجعنا عنِ التحقيقِ والمغنى
ورافقنا غداةَ البوحِ
أشباحاً من الوَهْنِ
لأنا في صقيعِ الدربِ
ما لاحت لنا نارٌ
فآنسنا بها حسًّا
وأصلينا بها معنى
أيا قلبي
لعلكَ باخعٌ نفساً وأيَّاسٌ لما تلقى
كفاكَ تشردُ الأحلامِ والتعليلُ باللقيا
فذاكَ الطيفُ قد ولَّى
ولن يجديك هذا الشعرُ والبحثُ الهُلاميُّ
مساركُ في هجيرِ الحرفِ أنْ تمضي بلا نعلينِ
وجمرُ البوحِ إذكاءٌ لنارِ الصمتِ والتعتيمْ
دخلتُ سحابةِ الأحلامِ
هتفتُ باسمك المكنونِ في قلبي
تبدَّى الليلُ وانشقتْ من الأحلامِ أنوارٌ
فسرتُ إليكِ قبلَ الفجرِ يحدوني سنا لقيا
يُطيبني شذا نفسٍ من الأنفاسِ
ممتزجٌ بدنِّ الصحوِ
قد كنَّا شربناها بأقداحٍ من البوحِ
فما برحت تُسامرنا
هُنَيْهاتٌ من الصحوِ
غداةَ البوحِ يبكينا بُذُوقُ الفقدِ,
والأرواحُ ما برحت تناديكِ
*** ***
***
حنانيكِ إذا ماجتْ بوجداني
عباراتٌ من الأنسِ
وأنطقني بقلبِ الشعرِ تهويمٌ
وجاشت في عباراتي
أزاهرُ اسمكِ المكنونِ في قلبي
فذاكَ السرُ محفوظٌ
إذا بحنا به يوماً
تغنَّى الطيرٌ بالهاماتِ والعظمِ
ما للشوقِ من قَدَمٍ
بها يسعى لمغناكِ
إذا ضماكِ هذا القلبُ أُمنيةً
بأنْ نلقاكِ قبلَ الموتِ في الشعرِ
فما برحت مساحاتٌ من التعتيمِ تغزونا
فلا نقوى على الرؤيا
ولا نقوى على البوحِ
هواكِ النارُ والتنويرُ والمغنى
مدينة عفيف
جوال \0507454106