بعضُ الملامح لشاعرٍ ملتزم
للشاعر / محمد عثمان الزبير إبراهيم
لمْ تحفظْ ذاكرةُ الأحزانِ
حزيناً مثلك
ما وطئتْ دارَ الآهةِ قدمٌ قبلك
ولمْ يتخطَّ السدرةَ حرفٌ يشكو أحداً قبلك
حينَ لفظتَ الشعرَ طريداً في الطرقاتِ
وجعلتَ الشعرَ يُعاني الجوعَ
الفقرَ, المرضَ,الإحباط , يُعاني
حتى كادَ الشعرُ
ربيبَ الحكمةِ أنْ يُشرك!
وحيدٌ أنتَ صديقي
طالَ عليكَ السفر الخزنِ
محتارٌ تهزي بينَ الفينةِ والأخرى
أو تنشدُ أشعاراً للفرحِ المغلوبِ,
تراتيلاً وصلاةًٍ للحبِ المصلوبِ,
أو تمنحُ طفلاً منسياً,
أفراحاً طالَ عليها سفرُ الحزنِ
*** *** ***
***
يتجنبُ بغضُ الناسِ قدومكَ في الطرقاتِ
أو يأسى بعضُ المقهورينَ عليكَ
مجنون يرسم في الساحات
علماً
قلماً
وطناً يتجمع في لعب الأطفال شليلاً
معتوهاً يحسبكَ العقلاءُ
حينَ يرونكَ تشحذُ مالاً
فتعطيه شحاذاً آخرَ!
وتلاطفُ مسكيناً وغلاماً
لبسَ الفقرَ كساءً
ومشى يتمطى في الحاراتِ
مجذوباً يحسبكَ الفقراءُ
لا تحملُ وزراً
حين يقول حديثاً نكراً
حين تنام على الطرقات
أو في المسجد مخموراً
حين تقاسم عاهرة
خبزاً و فراشاً
مجذوباً يحسبك الفقراءُ
حينَ تُحدث نفسكَ
في الطرقاتِ جهاراً
وتُصادقُ أشجارَ اللَّيمونِ
أو تمنحُ ظلَّ الشجرِ الميتِ عطراً
وتلاحقُ شمساً
تشرقُ منْ فرحِ الأطفالِ
مجذوباً يحسبك الفقراء
حين تُقاسمُ بعضَ الجوعى خبزاُ
وتبادلُ بعضَ المارةِ قدْحاً
يبلغُ حدَّ الشتم جهاراً
أو تسعى بينَ الفقرِ وبينَ البذلِ
وتُحيلُ وجومَ الناسِ كلاماً,
يفهمهَ البسطاءُ
مجذوباً يحسبكَ الفقراءُ
لا تحملُ وزرا
*** *** ****
مسكينٌ أنتَ صديقي
دعني أُخبرُ شيئاً عنك
منْ يفتحُ قلباً في الطرقاتِ
ويُمارسُ حبَ الناسِ
لا يحفلُ بالأموالِ وبالأجناسِ
فالكلٌّ سواسيةٌ كُرماءُ
يُدركُ ما قاسيتَ !
مسكينُ أنتَ صديقي
دعني أُخبرُ شيئاً عنكَ
منْ صمتَ عنِ الحقِّ
شيطانٌ اخرس
***
*** ***
19/3/1980م