منْ أحاديثِ الشيخ
فرح ود تكتوك
( موقفُ
الخبزِ )
منْ سيرةِ الشيخِ
الذاتيةِ
للشاعر / محمد عثمان
الزبير
1/ أقوالُ جاراتهِ :
مبتسماً كان الشيخُ يُحيِّنا
ويُبَسْمِلُ نظرتَهُ
محتطِباً كنُّا نُصادفَهُ في أعلى التلِّ
ويُلاطفَ زوجتَهُ
من خمرِ الإلفةِ يَسقيها وتنادمَهُ
قدْ حيَّرَ زيفَ بُعولتنا
مذ صارَ يُصادقُ ابنته
لمْ يرفعْ صوتاً في نصحٍ
فكأنَّ حفيفاً يَهمسهُ
ما أوسعَ بابَ خلاوهِ وضيافتَهُ
2/ أقوالُ بعضُ شهود العيان:
كانَ الشيخُ يباركُ بعضَ حبوبِ
الذرةِ الأولى
يُعطيها البركةَ والإخصابْ
ويُسطرُ في صبرِ المشتاقِ إلى مولاهُ
آياتِ الحكمةِ في أرضٍ جرداءٍ
قدْ كانَ صديقاً للمطرِ الليليِّ وللغرباءِ
قدْ عاشَ بسيطاً في معناه
نبوءةٌ:
تَصحُو الليلةَ في أحشاءِ الحطبِ اليابسِ
ذاكرةٌ للنَّارِ
أرواحُ الموتى تمنحُ سرَّ النهرِ
وتحلُّ على دُورِ الفقراءِ
بُشاراتُ الأبرارِ
والرحمةُ تدخلُ دارَ يتيمٍ
فالتمسوا الحكمةَ في وادي سنارْ
مشهد:
تَكَاثَفَ حولَ الشيخِ دهاقنةٌ
فصحاءٌ
قومٌ خرجوا من ظلِّ الصحوِ الصوفيِّ
سلكوا أسبابَ الحكمةِ وارتابوا
في سرِّ الكافِ وسرَّ النونِ
قالوا :
من أينَ أصبت الحكمةَ يا تكتوكْ؟
قالَ :
الأرضُ هي الميلادُ
هي الإشراقُ هي السلوى
وحديثُ الوقتِ هنا أقوى
في التيهِ وفي التقوى
فالْتَمِسُوا الخيرَ ولا تَأْسَوا
لجراحِ الدهرِ إذا الأيامُ هي الأصفادُ
قالوا :
ألهذا عشتَ فقيراً يا تكتوكْ ؟
تزرعُ وجهَ الخيرِ
وتحصدُ حبَّ الناسِ
لا تحفلُ بالوسواسِ وبالخناسِ
والصدقُ أقامَكَ عُرياناً إلا من حبٍّ ؟
قالَ :
في أزلِ الرؤيةِ
كانَ الخبزُ عبيراً يسعى
بينَ الخيرِ وبينَ الناسِ
والنورُ على قِدَمِ الأيامِ
نبيُّ الرحمةِ للدنيا
قالَ :
غيبُ الأسماءِ تجلىَّ في الأكوانِ
ليختارَ من الذراتِ براءَتها
لزواجِ الخبزِ
فأختارَ الأرضَ ونادَى بالإخصابِ
قالوا :
أكرمْ بعطائِكَ يا تكتوكْ
كدحاً ستلاقي ربكَ
بينَ الزرعِ وبينَ الماءِ
لكنِّا نسألُ عنْ جهلٍ
عن حكمِ المانعِ للخبزِ
الجاحدِ للأرضِ
المبقي عبادَ اللهِ جياعاً كي يغني؟
قالَ :
من منعَ الخبزَ عنِ الدنيا
قد منعَ الرحمةَ
من جحدَ الأرضَ أقامَ الفتنةََ
قالوا :
هذا قولٌ حسنٌ يا تكتوكْ
لكنا نحتاجُ الإسنادَ
قالَ :
الخلقُ عيالُ اللهِ
والخبزُ حياةُ الخلقِ
هذي من تلكَ إذا شئتم إظهارَ الحقِّ
فقالوا : الآنَ صدقتْ ! !
الآنَ صدقتْ
مدينة عفيف
جوال /0507454106