مشاهدٌ من إرهاصات النبوة
للشاعر/ محمد عثمان الزبير إبراهيم
للشاعر/ محمد عثمان الزبير إبراهيم
يا رسولَ الشاهدين على الورى
يا مصطفى
يا خيرَ من وطء السماواتِ العلى
صلّى عليك اللهُ في عليائهِ
يا مجتبى
يا منتهى فرحُ الوجودِ بعابدٍ
نال الهدى من ربه
نال الرضى
وكذا سعى حتى الردى
* * *
كانت عيونُ الكونِ ترقبُ,
ازدهارَك في الزمانِ
واخضرارَك في المكانِ
كانت تراك على مدارِ الذكرِ
محتشداً بحبِ اللهِ ,
مكتملِ الحضورِ
ومتوجاً بالمجدِ
مستوياً على وهجِ البهاءِ
* * *
كانت تراك على مدار الساجدين لربهم ,
قبساً من النور القديم
مكللاً بالصحوِ
مستوياً على وهج القبولِ
وحادياً سيرَ القلوبِ لربها
فتموجُ ذرات الوجودِ,
مسبحاتٍ للذي
خلق المحبةَ في إهابٍ آدميٍّ
وكسا الإهابَ بنورهِ
* * * *
كانت قلوبُ الأنبياءِ تراك
مزدهراً بنورِ اللهِ
مقتحماً مجاهيلَ المودةِ
فاتحاً عصرَ الأمانِ
لكلِّ ذراتِ الوجودِ
كانت تراك فتزدهي قربا
وتلهجُ بالثناء على الجليلِ
ثمّ ترقى في السجودِ
* * *
كانت تراك بمشهدٍ
سجدت على أعتابهِ
فطنُ العقولِ
تزملت بالصمتِ
أمعنت الخشوعَ ,علي حياء
ثم لاذت بالبكاء
فتراجعت خيلُ البيانِ
عن البيانِ
تراجعت خيل الكلام
عن الكلام
* * *
من لي بمكةَ والحرامِ
وشعابَ هاشمَ والمقامِ
حين استدارَ كيومِ هيئتهِ الزمانُ
وتهيأت أرضُ الحجازِ لربها
وتزينت تلك الجبالُ بوجدها
فلعلها يأتي النبيُّ بقربها
فتلامسُ الأحجارُ أقدامَ الكرامةِ
تزدهي أمناً
وتنفعلُ العناصرُ بالثناءِ على المجيدِ
وأتى النبيُّ كمثلِ ما تأتي الشموسُ
متلألأً بالنورِ مكتلَ الضياءِ
وكان قبلَ مولدهِ بهاءً
يتراءى في أبيهِ
وسناءً يحتويه
مشرقَ الوجهِ صبوحاً
وكريماً ترتجيهِ
صالحُ النسوةِ زوجاً
وملاذاً تبتغيهِ
يا إلهي
ثمَّ كانت تعتلهِ
هالةُ المجدِ الفخيمِ
* * *
من لي بمكةَ والحطيمِ
ومآثرِ الجدِ الحكيمِ
من حازَ أمجادَ الكرامِ
وزعامةِ البيتِ الحرامِ
وكفالةَ الماحي اليتيمِ
ولكم روى عطشَ الأنامِ
وشعابَ مكةَ والأديمِ
مستسقياً ذاكَ الغمامِ
بدعاءِ ربِ العالمينِ
متوسلاً عند المقامِ
بذلك الوجهِ الجميلِ
وجهٌ تفردَ بالضياءِ
والبشرِ والصحوِ النبيلِ