النيــــل


النيــــل
من ديوان وتصدق الرؤي
          للشاعر \ محمد عثمان الزبير إبراهيم
أبتاهُ يا ذاكَ الَّذي بالنيلِ يدعوهُ الثقاةُ
ها أنا ذا أعودُ إليكَ
قي الربعِ الأخيرِ منْ الكسوفِ
والقلبُ مطلولُ السرابِ
زمني تدثرَ بالغيابِ
وفاتني عصرُ السقاةِ
هذا فمي يبستْ بهِ الكلماتُ
وارتحلَ النشيدُ إلي الفراغِ
فلتسقني سرَ الحياةِ
سرٌ مضي دهراً منْ النبعِ المكينِ
يشدُ ألويةَ السحابِ
كي يستقرَ بخافقِ البحرِ الّذي صنعتْ يداهُ
˜˜˜
وأتاني منْ ْفوقي  ومنْ بيني نداءٌ
اخلعْ ثيابكَ واتذرْ عندي بثوبٍ منْ ترابٍ
واذهبْ إلى الكهفِ القديمِ ونادني
يأتيكَ مني ما تراهُ
إذاك افتحْ صدركَ الظمآنَ ناحيتي
ونادي أبتاهُ
أُعطيكَ ملأ َالأرضِ ماءً
وأسرجْ إليك خيولَ سيلي والهضابِ
أُعطيكَ منْ قلبِ النخيلِ
سيوفَ عزمي والركابِ
وافتحْ إليك كنوزَ سريَّ والإيابِ
˜˜˜
ومضيتُ للكهفِ القديمِ
الشوقُ يلهثُ في دمي
فمكثتُ برهةََ أنْ يُردُّ الطرفُ مني
غيرَ أنَّ الجلدَ ألقى جملةً
فرأيتُ في دهشِ الحضورِ
الكهفَ يخرجُ منْ عروقِ النهرِ
يمضي ينثني
فاهتزتِ الأشجارُ لاذتْ بالفرارِ
وسمعتُ ملأَ الكونِ يصرخُ كلُّ كهفٍ
والهمهماتُ تضجٌّ في جوفِ المحارِ
وهنا إلتقيتكَ ساعداً
امتد منْ ماءٍ ونارٍ
ليفضَ منْ رحمِ الزمانِ
بكارةَ السرِ المقدسِ والحياةِ
لكنني وحسرتاهُ
ما احتملتُ النظرةَ الأولى
ولا زمنَ الوقوفِ
كيما أراكَ حقيقةً
أو أستبينَ الوجهَ منك
فشرعتُ أدعوكَ مراراً أبياهُ
عمدني بصحو ِالموجِ
ألهمني الثباتَ
وأسرجْ خيولَ الشِّعرِ لي
ثمَّ علمني الأمانةَََ والرمايةَ والقصيدِ